أمريكا وتعويم منطقة الشرق الأوسط في صراعات ذات مرجعيات مختلفة
14 يناير، 2016
299 5 دقائق
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
وفقا للأجندة الأمريكية بتعميم الفوضى وهدم الدولة الوطنية، لا بأس من مواجهات كبيرة بين طرفي المواجهة السعودية و إيران بشكل مباشر من اجل مزيد من التغول الأمريكي في المنطقة، و تنفيذ أجندتها.
و هنا تزداد حالات السباق نحو التسلح و الاستقطاب السياسي الذي قد يتحول إلى استقطاب سني شيعي.
و مع ذلك فان قطع العلاقات بين الرياض وطهران ليس مؤشرا قويا لمواجهة عسكرية، قد تكون مدمرة خاصة بالنسبة لمشروع إيران النووي.
و لهذا لن تزداد الأزمة على هذا الأمر دبلوماسيا و تراشق إعلامي مع استمرار المواجهة غير المباشرة في سوريا و اليمن و العراق، و ربما لبنان أيضا.
و هذا يعني استمرار الأزمات و الحروب في هذه الدول خلال العام الجديد .. و للعلم جميع دول الخليج لديها ترسانة أسلحة كبيرة جدا، لكنها غير مستعدة للحرب التي لن تتحمل نتائجها.
السائد حاليا حرب باردة من نوع خاص بإشراف أمريكي و بحضور دول الإقليم التي تعتمد ادوار مزدوجة، من ذلك الدور التركي الذي يعلن اصطفافه حينا مع السعودية، و حينا مع نزعاته التي تجعل علاقاته مع إيران ذات خصوصية كبيرة، و أحيانا ثالثة التسابق التركي الإيراني في المنطقة وفق سيناريو محدد لا يتم تجاوزه وفق الأجندة الأمريكية.
ربما يكون إعدام الشيخ النمر في هذا التوقيت لا يتضمن تنفيذ حكم قضائي محلي بل دلالاته في ردود الأفعال الإيرانية و الجماعات التي تصطف معها.
وهو أمر أرادته المملكة على هذا النحو، و ما تريده أمريكا يتمظهر في اصطفاف سني شيعي بطريقة تخرج عملية الصراع من سياقها السياسي الاقتصادي، و الاصطفاف مع المحور الأمريكي الغربي ضدا على محور روسي صيني.
هنا تكون أمريكا قد استطاعت تعويم المنطقة في صراعات ذات مرجعيات مختلفة و متناقضة لخلط الأوراق والأدوار والتوجهات.